الله الصادق عليه السلام ، فسألته عن مسألة فأجابني ، فبينا أنا جالس إذ جاءه رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني ، ثمّ جاء آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي ، ففزعت من ذلك وعظم عليَّ ، فلمّا خرج القوم نظر إليَّ ، فقال : يا ابن أشيم ، كأنّك جزعت ؟ قلت : جعلني الله فداك ! إنّما جزعت من ثلاث أقاويل في مسألة واحدة . فقال : يا ابن أشيم إنّ الله فوّض إلى سليمان بن داود عليه السلام أمر ملكه ، فقال ( هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( ( ص : 39 ) ، وفوّض إلى محمّد صلّى الله عليه وآله أمر دينه فقال : ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ( فإنّ الله تبارك وتعالى فوّض إلى الأئمّة وإلينا ما فوّض إلى محمّد صلّى الله عليه وآله فلا تجزع » [1] . عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « سألته عن الإمام فوّض إليه كما فوّض إلى سليمان ؟ فقال : نعم ، وذلك أنّ رجلاً سأله عن مسألة فأجابه فيها ، وسأله رجلٌ آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثمّ سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّلين ، ثمّ قال ( هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( قال قلت : أصلحك الله ! فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام ؟ فقال عليه السلام : سبحان الله ، أما تسمع الله يقول في كتابه : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ( الحجر : 75 ) وهم الأئمّة ( وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ( ( الحجر : 76 ) لا يخرج منها أبداً . ثمّ قال : نعم إنّ الإمام إذا نظر إلى رجل عرفه وعرف لونه ، وإن سمع
[1] المصدر السابق : ج 2 ص 237 ، باب في أنّ ما فوّض إلى رسول الله فقد فوّض إلى الأئمّة ، الحديث : 1365 .