عن علي بن أبي حمزة قال : « دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، فبينا نحن قعود إذ تكلّم أبو عبد الله عليه السلام بحرف ، فقلت أنا في نفسي : هذا ممّا أحمله إلى الشيعة ، هذا والله حديثٌ لم أسمع مثله قط . فنظر في وجهي ثمّ قال : إنّي لأتكلّم بالحرف الواحد ، لي فيه سبعون وجهاً ، إن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا » [1] . عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا ، إنّ كلامنا لينصرف على سبعين وجهاً » [2] . الثالث : « التفويض في العطاء ، فإنّ الله تعالى خلق لهم الأرض وما فيها ، وجعل لهم الأنفال والخمس والصفايا وغيرها ، فلهم أن يعطوا ما شاءوا أو يمنعوا ما شاءوا » . عن أبي بكر الحضرمي عن رفيد مولى ابن هبيرة قال : « قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : « إذا رأيت القائم قد أعطى رجلاً مائة ألف درهم وأعطاك درهماً ، فلا يكبرن ذلك في صدرك ، فإنّ الأمر مفوّضٌ إليه » [3] . وفي الختام نقول كما يقول المجلسي : « وإذا أحطت خُبراً بما ذكرنا من معاني التفويض ، سهل عليك فهم الأخبار الواردة فيه ، وعرفت ضعف من نفى التفويض مطلقاً ، ولم يُحط بمعانيه » [4] .
[1] المصدر السابق : ج 2 ص 125 ، الحديث : 1180 . [2] المصدر السابق : ج 2 ص 126 ، الحديث : 1183 . [3] الاختصاص ، مصدر سابق : ص 332 ، أنّهم مفوّض إليهم . [4] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 25 ص 349 ، كتاب الإمامة ، باب نفي الغلوّ في النبيّ والأئمّة ، فذلكة .