المهدي لأنّه من آل محمّد » [1] . قال أبو رية معلّقاً على هذا الكلام : « ولم يتبيّن المنتظر الثاني ! ! ورحم الله من قال في السيوطي إنّه حاطب ليل » [2] . الوجه الثالث : للبيهقي قال : « وقد وجد هذا العدد بالصفة المذكورة إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك . ثمّ وقع الهرج والفتنة العظيمة ، ثمّ ظهر ملك العبّاسيّين ، وإنّما يزيدون على العدد المذكور ، إذا تركت الصفة المذكورة فيه ، أو عدّ منهم من كان بعد الهرج المذكور فيه » [3] . وأجابه ابن كثير بقوله : « فهذا الذي سلكه البيهقي ، وقد وافقه عليه جماعة ، من أنّ المراد بالخلفاء الاثني عشر المذكورين في هذا الحديث هم المتتابعون إلى زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق ، الذي قدّمنا الحديث فيه بالذمّ والوعيد ، فإنّه مسلك فيه نظر . . . وعلى كلّ تقدير فهم اثنا عشر قبل عمر بن عبد العزيز ، فهذا الذي سلكه على هذا التقدير يدخل في الاثني عشر يزيد بن معاوية ، ويخرج منهم عمر بن عبد العزيز الذي أطبق الأئمّة على شكره وعلى مدحه ، وعدّوه من الخلفاء الراشدين » [4] .
[1] تاريخ الخلفاء ، للإمام الحافظ جلال الدِّين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، المتوفّى عام 911 ه - ، بتحقيق : محمّد محيي الدِّين عبد الحميد ، 1371 ه - 1952 م ، مطبعة السعادة بمصر : ص 12 . [2] أضواء على السنّة المحمّديّة ، تأليف : محمود أبو رية ، دار الكتب العلميّة ، قم - إيران ، الطبعة الثالثة ، مزيدة منقّحة : ص 235 . [3] نقلاً عن ابن كثير في البداية والنهاية : ج 6 ص 279 . [4] البداية والنهاية : ج 6 ص 280 .