responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 488


المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله ، دلَّ على أنّه إله ، ولمّا ظهر لهم بصفات المحدثين العاجزين لبّس ذلك عليهم وامتحنهم ليعرفوه ، وليكون إيمانهم اختباراً من أنفسهم .
فقال الرضا عليه السلام : أوّل ما هاهنا أنّهم لا ينفصلون ممّن قَلَب هذا عليهم فقال : لمّا ظهر منه الفقر والفاقة ، دلَّ على أنّ مَن هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لا تكون المعجزات فعله ، فعلم بهذا أنّ الذي أظهره من المعجزات إنّما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين ، لا فعل المحدَث المشارك للضعفاء في صفات الضعف » [1] .
وهنا لا بد أن يشار إلى أنّ قولهم عليهم السلام : « وقولوا فينا ما شئتم » ليس المراد منه أن يقال فيهم كلّ شيء وإن لم ينسجم مع القواعد العقليّة والنصوص القطعيّة والحقائق الطبيعيّة ، وإنّما المراد منه أنّ كمالاتهم ومقاماتهم فوق حدّ الإحصاء ، بل بعضها فوق ما تحتمله عقولنا وإدراكاتنا كما تقدّم . لذا جاء في بعض النصوص « ولن تبلغوا » .
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « لا تتجاوزوا بنا العبوديّة ، ثمّ قولوا ما شئتم ولن تبلغوا » [2] .
وقال أيضاً معرّفاً نفسه لأبي ذر : « يا أبا ذر أنا عبد الله عزّ وجلّ وخليفته على عباده ، لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنّكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته ، فإنّ الله عزّ وجلّ قد أعطانا أكبر وأعظم ممّا يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم ، فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون » [3] .



[1] الاحتجاج ، مصدر سابق : ج 2 ص 234 .
[2] المصدر السابق : ج 2 ص 233 .
[3] المصدر السابق : ج 26 ص 2 ، كتاب الإمامة ، باب نادر في معرفتهم ، الحديث : 1 .

488

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست