عن أبي حمزة الثمالي قال : قال عليّ بن الحسين عليهما السلام : « لعن الله من كذب علينا ، إنّي ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كلّ شعرة في جسدي ، لقد ادّعى أمراً عظيماً ، ما له لعنه الله ، كان عليّ عليه السلام والله عبداً لله صالحاً ، أخو رسول الله ، ما نال الكرامة من الله إلاّ بطاعته لله ولرسوله ، وما نال رسول الله صلّى الله عليه وآله الكرامة من الله إلاّ بطاعته » [1] . عن ابن مسكان عمّن حدّثه من أصحابنا عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : « لعن الله المغيرة بن سعيد إنّه كان يكذب على أبي ، فأذاقه الله حرّ الحديد ، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، ولعن الله من أزال عنّا العبوديّة لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا » [2] . بل نجد أنّ أهل البيت عليهم السلام استدلّوا لنفي دعوى الألوهيّة لهم ، كما في النصّ الوارد عن الإمام الرضا عليه السلام فإنّه بعد أن قال له رجل : بأبي أنت وأُمّي يا ابن رسول الله فإنّ معي من ينتحل موالاتكم يزعم أنّ عليّاً عليه السلام هو الله ربّ العالمين . « فلمّا سمعها الرضا عليه السلام ارتعدت فرائصه وتصبّب عرقاً ، وقال : سبحان الله ، سبحان الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً ، أوليس كان عليّ عليه السلام آكلاً في الآكلين ، وشارباً في الشاربين ، وناكحاً في الناكحين ، ومحدثاً في المحدثين ، وكان مع ذلك مصلّياً خاضعاً بين يدي الله ذليلاً ، وإليه أوّاهاً منيباً ، أفمن كان هذا صفته يكون إلهاً ؟ فإن كان هذا إلهاً ، فليس منكم أحدٌ إلاّ وهو إله ، لمشاركته له في هذه الصفات الدالاّت على حدث كلّ موصوف بها . فقال الرجل : يا ابن رسول الله إنّهم يزعمون أنّ عليّاً لمّا أظهر من نفسه
[1] المصدر السابق : ج 1 ص 324 ، الحديث : 173 . [2] المصدر السابق : ج 2 ص 489 ، الحديث : 400 .