لذا ورد عن كامل التمّار قال : « كنت عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام ذات يوم فقال لي : يا كامل اجعل لنا ربّاً نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم . قال قلت : نجعل لكم ربّاً تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا ؟ قال : فاستوى جالساً ، ثمّ قال : وعسى أن نقول : ما خرج إليكم من علمنا إلاّ ألفاً غير معطوفة » [1] . وعلّق المجلسي على قوله عليه السلام : « ألفاً غير معطوفة » أي نصف حرف ، كناية عن نهاية القلّة ، فإنّ الألف بالخطّ الكوفي نصفه مستقيم ، ونصفه معطوف ، هكذا « - ا » [2] . وهذا يفسّر لنا ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعليّ عليه السلام : « لولا أنّي أخاف أن يُقال فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالةً لا تمرّ بملأ من المسلمين إلاّ أخذوا تراب نعليك وفضل وضوئك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وأرثك » [3] . ممّا تقدّم يتّضح بطلان دعوى من يدّعي حلول الله أو اتّحاده مع الأئمّة عليهم السلام ، وذلك لأنّ الحلول والاتّحاد مرجعهما إلى دعوى الألوهيّة لغير الله أيضاً ، وذلك « لأنّهما بالنظر العرفي واسطتان في الثبوت ، فينافي مع
[1] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 2 ص 459 ، باب النوادر في الأئمّة ، الحديث : 1809 . [2] بحار الأنوار : ج 25 ص 283 ، كتاب الإمامة ، باب نفي الغلوّ في النبيّ والأئمّة . [3] المصدر السابق : ج 25 ص 284 ، الحديث : 35 .