ذهن المتشرّعة ، المشتمل على التسليم بأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله رسول الله إلى جميع المكلّفين من دون استثناء . وأمّا الغلوّ بلحاظ الصفات والأفعال بمعنى نسبة صفة أو فعل لشخص ليس على مستواهما ، فإن كان اختصاص تلك الصفة أو الفعل بالله تعالى من ضروريّات الدِّين ، دخل في إنكار الضروريّ » [1] . 3 - الشهرستاني ، قال في الملل والنحل : « الغالية ، هؤلاء هم الذين غلوا في حقّ أئمّتهم حتّى أخرجوهم من حدود الخليقيّة وحكموا فيهم بأحكام الإلهيّة ، فربما شبّهوا واحداً من الأئمّة بالإله ، وربما شبّهوا الإله بالخلق ، وهم على طرفي الغلوّ والتقصير ، وإنّما نشأت شبهاتهم من مذاهب الحلوليّة ومذاهب التناسخيّة ومذاهب اليهود والنصارى ، إذ اليهود شبّهت الخالق بالخلق ، والنصارى شبّهت الخلق بالخالق ، فسرت هذه الشبهات في أذهان الشيعة الغلاة حتّى حكمت بأحكام الإلهيّة في حقّ بعض الأئمّة » [2] . < فهرس الموضوعات > المبحث الثاني : مناشئ وخلفيّات ظاهرة الغلوّ < / فهرس الموضوعات > المبحث الثاني : مناشئ وخلفيّات ظاهرة الغلوّ لأجل تفسير ظاهرة الغلوّ يمكن القول بوجود عدد من العوامل والمناشئ لهذه الظاهرة . < فهرس الموضوعات > المنشأ الأوّل : الأغراض السياسيّة < / فهرس الموضوعات > المنشأ الأوّل : الأغراض السياسيّة لعلّنا لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إنّ العامل الأساس في نشوء ظاهرة الغلوّ ، هو الأغراض والأهداف السياسيّة والتسلّط على رقاب الناس ،
[1] بحوث في شرح العروة الوثقى : ج 3 ص 384 . [2] الملل والنحل ، تأليف : أبي الفتح محمّد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني ( 479 - 548 ه - ) ، تحقيق : محمّد سيد گيلاني ، دار المعرفة ، بيروت - لبنان ، 1402 ه - : ج 1 ص 173 .