القصد ، والإفراط في حقّ الأنبياء والأئمّة عليهم السلام » [1] . وقال في ذيل قوله تعالى : ( ولا تغلوا في دينكم ) : « إنّ الله تعالى نهى عن تجاوز الحدّ في المسيح ، وحذّر من الخروج عن القصد وجعل ما ادّعته النصارى فيه غلوّاً لتعدّيه الحدّ » [2] . 2 - الشهيد الصدر ، قال : « إنّ الغلوّ تارةً يكون بلحاظ مرتبة الألوهيّة ، وأخرى بلحاظ مرتبة النبوّة ، وثالثة بلحاظ شؤون أخرى من الشؤون الأخرى المتّصلة بصفات الخالق وأفعاله . أمّا الغلوّ بلحاظ مرتبة الألوهيّة فيتمثّل تارةً في اعتقاد الشخص بأنّ من غلا في حقّه هو الله تعالى ، وأخرى في اعتقاده بأنّه غير الله الواجب الوجود إلاّ أنّه شريكه في الألوهيّة واستحقاق العبادة إمّا بنحو عَرْضي أو طولي ، وثالثة في اعتقاده بحلول الله واتّحاده مع ذلك الغير . وكلّ ذلك كفر ، أمّا الأوّل فلأنّه إنكار لله ، وأمّا الثاني فلأنه إنكار لتوحيده ، وأمّا الثالث فلأنّ الحلول والاتّحاد مرجعهما إلى دعوى ألوهيّة غير الله . وأمّا الغلو بلحاظ مرتبة النبوّة فيتمثّل في اعتقاد المغالي بأنّ من غلا في حقّه أفضل من النبيّ وأنّه همزة الوصل بين النبيّ صلّى الله عليه وآله والله تعالى ، أو أنّه مساوٍ له على نحو لا تكون رسالة النبيّ بين الله والعباد شاملة له ، وكلّ ذلك يوجب الكفر ؛ لمنافاته للشهادة الثانية بمدلولها الارتكازي في
[1] تصحيح اعتقادات الإماميّة ، تأليف : أبي عبد الله محمّد بن محمّد النعمان العكبري البغدادي المفيد ، تحقيق : حسين درگاهي ، الطبعة الثانية 1414 ه - ، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت - لبنان : ص 109 . [2] أوائل المقالات ، الشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد النعمان البغدادي المفيد ، طبعة إيران ، تبريز ، 1370 ه : ص 238 .