عن جعفر بن بشير الخزّاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : « قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : يا إسماعيل ضع لي في المتوضّأ ماء . قال : فقمت فوضعت له ، قال : فدخل ، قال : فقلت في نفسي : أنا أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضّأ يتوضّأ . قال : فلم يلبث أن خرج فقال : يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا . فقال إسماعيل : وكنت أقول إنّه وأقول وأقول » [1] . قال صالح بن سهل : « كنت أقول في الصادق عليه السلام ما تقول الغلاة ، فنظر إليَّ وقال : ويحك يا صالح إنّا والله عبيدٌ مخلوقون ، لنا ربٌّ نعبده ، وإن لم نعبده عذّبنا » [2] . وغير ذلك من الروايات التي تأتي الإشارة إليها ، حيث يتّضح من مجموعها أنّ المراد من الغلوّ عند أهل البيت عليهم السلام هو مجاوزة الحدّ والارتفاع بهم إلى مقام الألوهيّة ، كما يظهر من الروايات التي تنهى عن تأليههم أو رفعهم عن مقام العبوديّة لله تعالى ، أو تفويض أمر الخلق إليهم ، أو القول بأنّهم أنبياء ونحوها من التعبيرات التي يظهر منها تجاوز حدود مقاماتهم التي ثبتت لهم عليهم السلام . الغلوّ في كلمات أعلام المسلمين ورد تعريف الغلوّ في عدد من كلمات علماء الفريقين ، منها : 1 - الشيخ المفيد ؛ قال : « الغلوّ هو التجاوز عن الحدّ ، والخروج عن
[1] بحار الأنوار : ج 25 ص 279 ، كتاب الإمامة ، باب نفي الغلوّ ، الحديث : 22 . [2] مناقب آل أبي طالب ، محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني ، تحقيق : لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، سنة 1376 ، المطبعة الحيدريّة ، النجف : ج 3 ص 347 .