تطيقوه فردّوه إلى الإمام العالم من آل محمّد عليهم السلام ، فإنّما الشقيّ الهالك الذي يقول : والله ما كان هذا . ثمّ قال : يا جابر إنّ الإنكار هو الكفر بالله العظيم » [1] . وليس المراد بالكفر هنا هو المعنى المصطلح الذي يُخرج صاحبه عن الإسلام ، وإنّما المراد كفران النِّعم ، كما ورد في جملة من النصوص ، منها : عن عبد الغفّار الجازي قال : « حدّثني من سأله - يعني الصادق عليه السلام - هل يكون كفر لا يبلغ الشرك ؟ قال : إنّ الكفر هو الشرك ، ثمّ قام فدخل المسجد فالتفت إليَّ وقال : نعم ، الرجل يحمل الحديث إلى صاحبه فلا يعرفه فيردّه عليه ، فهي نعمة كفّرها ولم يبلغ الشرك » [2] . والحاصل : أنّ الروايات تؤكّد بشكل مكثّف أنّه لا ينبغي ردّ ما لا يفهمه ولا يحتمله الإنسان ، لعلّ فيه حقّاً ، وهذا ما ورد في خواصّ تلامذتهم وأصحابهم فكيف بغيرهم ؟ عن الحسن بن موسى عن زرارة قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فسألني : ما عندك من أحاديث الشيعة ؟ قلت : إنّ عندي منها شيئاً كثيراً قد هممت أن أوقد لها ناراً ثمّ أحرقها . قال : ولِمَ ؟ هات ما أنكرت منها ، فخطر على بالي بعض الأمور . فقال لي : « ما كان علم الملائكة حيث قالت : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) » . علّق المجلسي على هذا النصّ بقوله : « لعلّ زرارة كان ينكر أحاديث من فضائلهم لا يحتملها عقله ، فنبّهه عليه السلام بذكر قصّة الملائكة وإنكارهم
[1] المصدر السابق : ج 1 ص 65 ، الحديث : 95 . [2] بحار الأنوار : ج 2 ص 188 ، كتاب العلم ، الباب : 26 ، الحديث : 17 .