فضل آدم عليه السلام وعدم بلوغهم إلى معرفة فضله ، على أنّ نفي هذه الأمور من قلّة المعرفة ، ولا ينبغي أن يكذّب المرء ما لم يحط به علمه ، بل لا بدّ أن يكون في مقام التسليم ، فمع قصور الملائكة مع علوّ شأنهم عن معرفة آدم لا يبعد عجزك عن معرفة الأئمّة عليهم السلام » [1] . الخلاصة 1 - إنّ المعارف التي توفّر عليها أهل البيت على أقسام : القسم الأوّل : المعارف التي لا يتحمّلها إلاّ شيعتهم . القسم الثاني : المعارف التي لا يتحمّلها إلاّ خواصّ شيعتهم . القسم الثالث : المعارف التي لا يتحمّلها إلاّ هم عليهم السلام . 2 - السبب في اشتمال أحاديث أهل البيت عليهم السلام على الصعب المستصعب ، وتتوقّف معرفة سبب ذلك على بيان مقدّمتين : المقدّمة الأولى : وجود المحكم والمتشابه في أحاديثهم عليهم السلام ، والسبب في وجود المحكم والمتشابه في أحاديثهم عليهم السلام هو أنّ في أحاديثهم عليهم السلام ظاهراً وباطناً وسرّاً وعلناً ، وهي لوازم لا تنفكّ عن كلامهم عليهم السلام ، كما نصّت على ذلك روايات متضافرة ، بمعنى أنّ المعارف التي يلقيها أهل البيت عليهم السلام إلى الناس لها مراتب متعدّدة ، بعضها لا تتحمّلها العقول العادية . المقدّمة الثانية : تفاوت الناس في استعداداتهم في الفهم والإدراك للمعارف التي يلقيها أهل البيت عليهم السلام .
[1] المصدر السابق : ج 25 ص 282 ، كتاب الإمامة ، باب نفي الغلوّ في النبيّ والأئمّة ، الحديث : 28 .