تكذّبنا » [1] . أي ما دام احتمال الصدق وارداً فلا ينبغي الردّ . عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : « ما جاءكم منّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردّوه إلينا ، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا » [2] . وهذا هو المراد من التسليم إزاء مثل هذه الأحاديث ، كما ورد في نصوص كثيرة ، منها : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : « من ردّ حديثاً بَلَغه عنّي فأنا مخاصمه يوم القيامة ، فإذا بَلَغكم عنّي حديث لم تعرفوا فقولوا : الله أعلم » [3] . قال أمير المؤمنين عليه السلام : « إذا سمعتم من حديثنا ما لا تعرفون فردّوه إلينا وقِفوا عنده ، وسلّموا حتّى يتبيّن لكم الحقّ » [4] . قال الرضا عليه السلام : « إنّ العبادة على سبعين وجهاً ، فتسعة وستّون منها في الرضا والتسليم لله عزّ وجلّ ولرسوله ولأُولي الأمر صلّى الله عليهم » [5] . من هنا بيّنت النصوص الكثيرة أنّ من ردّ حديثاً لم يفهمه ولم يدركه ، فإنّه قد يؤدّي إلى تكذيب الله ورسوله صلّى الله عليه وآله والأئمّة من أهل بيته عليهم السلام .
[1] المصدر السابق : ج 2 ص 519 ، الحديث : 1899 . [2] بحار الأنوار : ج 25 ، ص 364 ؛ باب غرائب افعالهم ، الحديث : 1 . [3] بحار الأنوار : ج 2 ص 212 ، كتاب العلم ، الباب : 26 ، الحديث : 114 . [4] المصدر السابق : ج 2 ص 189 ، الحديث : 20 . [5] المصدر السابق : ج 2 ص 212 ، الحديث : 112 .