فيه ، وحقٌّ لا باطلَ فيه . فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد » [1] . وكذلك النصّ الوارد عن هشام بن الحكم ، قال في حديث الزنديق الذي سأل أبا عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال له : أتقول إنّه سميعٌ بصير ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : « هو سميعٌ بصير ، سميع بغير جارحة ، بصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ، ويبصر بنفسه ، وليس قولي : إنّه يسمع بنفسه أنّه شيء والنفس شيءٌ آخر ، ولكنّي أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولاً ، وإفهاماً لك إذ كنت سائلاً . فأقول : يسمع بكلّه ، لا أنّ كلّه له بعض ، ولكنّي أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجعي في ذلك إلاّ إلى أنّه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى » [2] . من هنا نجد أنّ بعض الناس عندما سمعوا ما بيّنه بعض خواصّ تلامذتهم لم يحتملوه وأنكروه . عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر بن عيسى قال : « كنّا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام وعنده يونس بن عبد الرحمن ، إذ استأذن عليه قومٌ من أهل البصرة ، فأومأ أبو الحسن عليه السلام إلى يونس : ادخل البيت ، فإذا بيت مسبل عليه ستر ، وإيّاك أن تتحرّك حتّى يؤذن لك . فدخل البصريّون وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس ، وأبو الحسن عليه السلام مُطرق ، حتّى لمّا أكثروا أكثروا فودّعوا وخرجوا .
[1] المصدر السابق : ص 141 ، باب صفات الذات وصفات الأفعال ، الحديث : 14 . [2] المصدر السابق : ص 140 ، الحديث : 10 .