العزم من الرسل . وهنا لا بدّ أن أشير إلى أنّ هذه المعاني التي استفدناها من الشواهد القرآنيّة ، هي التي أشارت إليها بعض النصوص ؛ منها ما عن مسعدة بن صدقة عن صالح بن ميثم عن أبيه عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : « أوَكلّ علم يحتمله عالم ؟ إنّ الله تعالى قال لملائكته : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم ؟ وإنّ موسى عليه السلام أنزل الله عزّ وجلّ عليه التوراة ، فظنّ أن لا أحد أعلم منه ، فأخبره الله عزّ وجلّ أنّ في خلقي من هو أعلمُ منك ، وذاك إذ خاف على نبيّه العجب ، قال : فدعا ربّه أن يرشده إلى العالم ، قال : فجمع الله بينه وبين الخضر فخرق السفينة فلم يحتمل ذاك موسى ، وقتل الغلام فلم يحتمله ، وأقام الجدار فلم يحتمله . . . » [1] . وبهذا يثبت دليل آخر على أعلميّة وأفضليّة أئمّة أهل البيت عليهم السلام من جميع الأنبياء والمرسلين فضلاً عن الملائكة المقرّبين ، وهذا ما صرّحت به نصوص كثيرة وقفنا عندها سابقاً ، منها ما عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما خلق الله خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي . قال عليّ عليه السلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل عليه السلام ؟
[1] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : ج 2 ص 210 ، كتاب العلم ، باب : 26 ، الحديث : 106 .