وهل يجوز أن يكون على موسى حجّة في وقته ؟ فكتب في الجواب : أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر . . . فسلّم عليه موسى ، قال : مَن أنت ؟ قال : أنا موسى بن عمران . قال : أنت موسى بن عمران الذي كلّمه الله تكليماً ؟ قال : نعم . قال : فما حاجتك ؟ قال : جئت لتعلّمني ممّا عُلّمت رشداً . قال : إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه ، ووكلّت بأمر لا أطيقه » [1] . ما أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من حديث ابن عبّاس قال : « حدّثني ابن كعب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم : موسى رسول الله عليه السلام ، قال : ذكّر الناس يوماً حتّى إذا فاضت العيون ورقّت القلوب ولّى ، فأدركه رجلٌ فقال : أي رسول الله ، هل في الأرض أحدٌ أعلم منك ؟ قال : لا ، فعتب عليه إذ لم يردّ العلم إلى الله ، قيل : بلى ، قال : أي ربِّ فأين ؟ قال : بمجمع البحرين ، قال : أي ربّ اجعل لي علماً أعلم ذلك به . إلى أن تقول الرواية : فسلّم عليه موسى ، فكشف عن وجهه وقال : هل بأرضي من سلام ، مَن أنت ؟ قال : أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم . قال : فما شأنك ؟ قال : جئت لتعلّمني ممّا عُلّمت رشداً . قال : ما يكفيك أنّ التوراة بيديك ، وأنّ الوحي يأتيك ؟ يا موسى إنّ لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه ، وإنّ لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه . . . » [2] .
[1] تفسير القمّي ، مصدر سابق : ج 2 ص 38 . [2] صحيح البخاري ، مصدر سابق : ص 911 ، كتاب التفسير ، سورة الكهف ، باب « فلمّا بلغ مجمع بينهما » ، الحديث 4726 .