بِهِ خُبْرًا ) ( الكهف : 65 - 68 ) . ومن الواضح أنّ موسى الذي ذكر في القصّة هو ابن عمران أحد أُولي العزم من الرُّسل على ما وردت به الرواية من طرق الفريقين ، والعالم الذي لقيه موسى ووصفه الله وصفاً جميلاً بقوله : ( عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) ولم يسمّه ، إلاّ أنّه ورد في الروايات أنّ اسمه الخضر . وكان نبيّاً من الأنبياء معاصراً لموسى عليه السلام ، وفي بعضها أنّ الله رزقه طول الحياة فهو حيّ لم يمت . قال الآلوسي : « الجمهور على أنّه الخضر ، وهو الحقّ الذي تشهد له الأخبار الصحيحة » [1] . والآيات تحكي قصّة طلب موسى عليه السلام التعلّم من ذلك العبد الصالح . من هنا استُشكل أنّه كيف يطلب موسى عليه السلام ذلك ، والمفروض أن يكون أعلم أهل زمانه ، لأنّه نبيّ من الأنبياء أُولي العزم الذين هم سادات الأنبياء والمرسلين . وأجاب الآلوسي عن ذلك : « إنّ اللازم في الرسول أن يكون أعلم في العقائد وما يتعلّق بشريعته لا مطلقاً ، فلا يضرّ في منصبه أن يتعلّم علوماً غيبيّة وأسراراً خفيّة لا تعلّق لها بذلك من غيره ، سيما إذا كان ذلك الغير نبيّاً أو رسولاً أيضاً كما قيل في الخضر عليه السلام » [2] . وهذا ما أشارت إليه نصوص متعدّدة من طرق الفريقين ، منها : في تفسير القمّي عن محمّد بن علي بن بلال عن يونس « في كتاب كتبوه إلى الرضا عليه السلام يسألونه عن العالم الذي أتاه موسى ، أيّهما كان أعلم ؟
[1] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، مصدر سابق : ج 15 ص 319 . [2] المصدر السابق : ج 15 ص 331 .