الذين هم من أصحاب الأسرار . ومرتبة منها ، لا يحتملها إلاّ ملكٌ مقرّب أو نبيٌّ مرسل أو مؤمن ممتحن . ومرتبة منها ، هي للمؤمنين جميعاً الذين خلقوا من فاضل طينتهم ، كما في النصّ الوارد عن الإمام الصادق عليه السلام : « خلقنا الله من نور عظمته ، ثمّ صوّر خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش ، فأسكن ذلك النور فيه ، فكنّا نحن خلقاً وبشراً نورانيّين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً ، وخلق شيعتنا من طينتنا ، وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من تلك الطينة » [1] . ولذا قال الصادق عليه السلام : « فلولا أنّهم خلقوا من هذه لما كانوا كذلك ، لا والله ما احتملوه » [2] . وهذه هي المرتبة التي عبّرت عنها النصوص المستفيضة أنّهم أُمروا بتبليغها للناس عموماً ، فقبلتها وأقرّت بها طائفة ونفرت واشمأزّت منها أخرى ، كما قال الصادق عليه السلام : « فأمرنا أن نبلّغهم كما بلّغناهم - أي شيعتنا - وإشمأزّوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردّوه علينا ولم يحتملوه وكذّبوا به » ( 2 ) . إذا اتّضح ذلك نقول : إنّ كلّ مرتبة أعلائيّة منها لا يمكن للداني أن يقف عليها كما هي عند من فوقه ، وإلاّ لكان الداني محيطاً بالعالي ، وهو غير
[1] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 1 ص 61 ، باب في خلق أبدان الأئمّة وفي خلق أرواحهم وشيعتهم ، الحديث : 85 . [2] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 402 ، كتاب الحجّة ، باب فيما جاء أنّ حديثهم صعبٌ مستصعب ، الحديث : 5 .