أو نبيٌّ مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان مورداً واحداً لكونه مشكّكاً ذا مراتب . هذا ، وتحديد كلّ واحد من الخلائق حديثهم عليهم السلام ، لكون ظرفه الذي به يحتمل ما يحتمل ، وهو ذاته محدود ، فيصير به ما يحتمله محدوداً ، وهو السبب في عدم إمكان الاحتمال بكماله ، فهو أمرٌ غير محدود ، وعليه يكون خارجاً عن حدود الإمكان ، لأنّه مقامهم من الله سبحانه حيث لا يحدّه حدٌّ ، وهو الولاية المطلقة » [1] . وهذا يكشف عن أنّ حقيقة واحدة يمكن أن تكون لها مراتب متعدّدة : مرتبة منها ، وهي الحقيقة على ما هي عليها بكمالها ، لا يحتملها إلاّ هم عليهم السلام . مرتبة منها ، لا تعطى إلاّ لمن شاءوا كما في حديث عثمان بن جبلة عن أبي الصامت قال : « قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : إنّ حديثنا صعبٌ مستصعب ، شريف ، كريم ، ذكوان ، ذكي وعر ، لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبيٌّ مرسل ولا مؤمن ممتحن . قلت : فمن يحتمله جعلت فداك ؟ قال : من شئنا يا أبا الصامت » [2] . وهذا قسم خاصّ من معارفهم ، لا يصل إلى فهمها والإقرار بها إلاّ من تلطّفوا عليه بتنوير قلبه كي يحتمل حديثهم ، كسلمان المحمّدي وأويس القرني وكميل بن زياد النخعي وميثم التمّار ورشيد الهجري وجابر الجعفي
[1] رسالة الولاية ، العلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي ، تحقيق الشيخ صباح الربيعي ، الشيخ علي الأسدي ، مكتبة فدك ، الطبعة الأولى : 1426 ، الفصل الأوّل : ص 210 . [2] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 2 ص 192 ، كتاب العلم ، الباب 126 ، الحديث : 34 .