والأسرار الإلهيّة والأخبار الملكوتيّة والآثار اللاهوتيّة ، والأطوار الناموسيّة والأوضاع الفلكيّة والأوصاف الملكيّة ، والوقايع الخالية والبدايع الآتية والحاليّة ، والأحكام الغريبة والأقضية العجيبة » [1] . لكن قد يتساءل : ما هي النسبة والعلاقة بين المعارف والحقائق التي أُمروا بإبلاغها إلى الناس وبين تلك المختصّة بهم والتي لا يحتملها إلاّ هم عليهم السلام ؟ والجواب : إنّ بعض النصوص بيّنت أنّ ما عندهم من المعارف والتي لا يمكن لغيرهم - مطلقاً - أن يحتملها ، إنّما يراد بها معرفتها بكمالها التي هي عليها ، نعم إذا صارت محدودة بحدّ مَن ألقيت إليه فهي قابلة للفهم والدرك ، كلٌّ بحسبه ، كما في النصّ الوارد عن المفضّل ، قال : « قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله ملكٌ مقرّب ولا نبيٌّ مرسل ولا عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان . . . إلى أن قال : فأحسن الحديث حديثنا ، لا يحتمل أحد من الخلائق أمره بكماله حتّى يحدّه ، لأنّ من حدّ شيئاً فهو أكبر منه » [2] . وأوضح الطباطبائي ذلك بقوله : « قوله عليه السلام : لا يحتمل أحد من الخلائق أمره بكماله ; يدلّ على أنّ حديثهم عليهم السلام أمرٌ ذو مراتب ، يمكن أن يحتمل بعض مراتبه بواسطة التحديد ، ويشهد له تعبيره عن الحديث في رواية أبي الصامت بقوله : إنّ من حديثنا ، فيكون حينئذ مورد هذه الرواية مع الرواية مع النصوص التي قالت : لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب
[1] شرح الأصول والروضة من الكافي ، مصدر سابق : ج 7 ص 2 . [2] بصائر الدرجات الكبرى : ج 1 ص 68 ، باب في أئمّة آل محمّد وأنّ حديثهم صعبٌ مستصعب ، الحديث : 100 .