أخرج الحاكم في المستدرك : عن الحسين بن زيد ، عن عمر بن علي ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، قال : « خطب الحسن بن عليّ الناس حين قُتل عليّ ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : لقد قُبض في هذه اللّيلة رجلٌ لا يسبقه الأوّلون بعمل ولا يُدركه الآخرون ، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يعطيه رايته ، فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلاّ سبع مائة درهم فضلت عن عطاياه ، أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله . ثمّ قال : يا أيّها الناس مَنْ عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني ، فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن النبيّ ، وأنا ابن الوصيّ ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله : ( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت » [1] . وقال الزمخشري في تفسيره في ذيل هذه الآية : « روي أنّه لمّا نزلت قيل : يا رسول الله : مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال : عليٌّ وفاطمة وابناهما . ويدلّ عليه ما روي عن عليّ رضي الله عنه : شكوت إلى رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم حسد الناس لي ، فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة : أوّل من يدخل الجنّة ، أنا وأنت والحسن والحسين » [2] .
[1] المستدرك على الصحيحين : ج 3 ص 172 ، خطبة الحسن بعد شهادة عليّ عليهما السلام . [2] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، وهو تفسير القرآن الكريم للإمام جاد الله محمود بن عمر الزمخشري ، المتوفّى سنة 528 ه - ، دار الكتاب العربي ، بيروت - لبنان : ج 4 ص 219 .