عن عمّار بن أبي الأحوص عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ وضع الإيمان على سبعة أسهم ، على البرّ والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم ، ثمّ قسّم ذلك بين الناس ، فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو كامل محتمل . . . » [1] . عن سماعة بن مهران قال : « كنت عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام وعنده جماعة من مواليه ، فجرى ذكر العقل والجهل . فقال أبو عبد الله عليه السلام : اعرفوا العقل وجنده ، والجهل وجنده تهتدوا . قال سماعة : فقلت : جعلت فداك لا نعرف إلاّ ما عرّفتنا . فقال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ الله عزّ وجلّ خلق العقل ، وهو أوّل خلْق من الروحانيّين عن يمين العرش من نوره ، فقال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال له : أقبل فأقبل ، فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلْقاً عظيماً وكرّمتك على جميع خلقي . قال : ثمّ خلق الجهل من البحر الأُجاج ظلمانيّاً ، فقال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال له : أقبل فلم يقبل ، فقال له : استكبرت فلعنه . ثمّ جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً . فلمّا رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه ، أضمر له العداوة فقال الجهل : ياربّ هذا خلق مثلي خلقته وكرّمته وقوّيته ، وأنا ضدّه ولا قوّة لي به ، فأعطني من الجند مثل ما أعطيته ، فقال : نعم ، فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك من رحمتي ، قال : قد رضيت ، فأعطاه خمسة وسبعين جنداً ، فكان ممّا أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجُند : الخير وهو
[1] الأصول من الكافي : ج 2 ص 42 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب درجات الإيمان ، الحديث : 1 .