الله وحفظ عليه دينه ودنياه ، ومَن أذاعه علينا سلبه دينه ودنياه . يا معلّى إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين عينيه ورزقه العزّ في الناس ، ومَن أذاع الصعب من حديثنا لم يمُت حتّى يعضّه السلاح . . . » [1] . خصائص المؤمن الممتحن لكي نقف على خصائص المؤمن الممتحن الذي صرّحت الروايات أنّه يحتمل من معارفهم وعلومهم ما لا يحتمله غيره ، لا بدّ من الإجابة عن هذا التساؤل ، أ للإيمان درجة واحدة أم له درجات متفاوتة ؟ في مقام الإجابة نقول : استفاضت النصوص الواردة في هذا المجال في أنّ الإيمان له درجات متعدّدة ، نشير إلى بعضها : عن حمّاد بن عمرو النصيبي قال : « سأل رجلٌ العالم عليه السلام فقال : أيّها العالم أخبرني أيّ الأعمال أفضل عند الله ؟ قال : ما لا يقبل عمل إلاّ به . فقال : وما ذلك ؟ قال : الإيمان بالله الذي هو أعلى الأعمال درجةً وأسناها حظّاً وأشرفها منزلةً . قلت : أخبرني عن الإيمان ، أقولٌ وعمل أم قولٌ بلا عمل ؟ قال : الإيمان عملٌ كلّه ، والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بيّنه في كتابه ، واضحٌ نوره ، ثابتةٌ حجّته ، يشهد به الكتاب ويدعو إليه . قلت : صِف لي ذلك حتّى أفهمه . فقال : إنّ الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل ، فمنه التامّ المنتهي تمامه ، ومنه الناقص المنتهي نقصانه ، ومنه الزائد الراجح زيادته .