قال الأحسائي في شرحه لزيارة الجامعة الكبيرة : « فليس المراد بنفي الاحتمال إلاّ عدم العلم والفهم ، ويؤيّده ما في قولهم عليهم السلام : نحن نحتمله . لأنّ المراد من احتمالهم لعلمهم فهمهم له » [1] . من هنا جاء التأكيد في نصوص كثيرة أنّ منازل شيعتهم على قدر معرفتهم . عن زيد الزرّاد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : « يا بنيّ اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان ، إنّي نظرت في كتاب لعليّ عليه السلام ، فوجدت في الكتاب : إنّ قيمة كلّ امرئ وقدره معرفته ، إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدُّنيا » [2] . عن ابن أبي عمير عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « حديث تدريه خيرٌ من ألف ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيهاً حتّى يعرف معاريض كلامنا » [3] . عن المفضّل قال : « قال أبو عبد الله الصادق : خبرٌ تدريه خيرٌ من عشرة ترويه ( وفي نسخة من ألف عشرة ) إنّ لكلّ حقيقة حقّاً ولكلّ صواب نوراً ، ثمّ قال : إنّا والله لا نعدّ الرجل من شيعتنا فقيهاً حتّى يلحن له فيعرف اللحن » [4] .
[1] شرح الزيارة الجامعة الكبيرة ، من مصنّفات الشيخ الأجلّ الأوحد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، الطبعة الرابعة ، طبعت بمطبعة السعادة - كرمان : ج 3 ص 36 . [2] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : ج 2 ص 184 ، كتاب العلم ، باب أنّ حديثهم صعب مستصعب ، الحديث : 4 . [3] المصدر السابق : ج 2 ص 184 ، الحديث : 5 . [4] المصدر السابق : ج 2 ص 208 ، الحديث : 101 .