ودرجات وإن لم يقفوا على حقيقتها وتفاصيلها . وهذا ما نصّت عليه عدد من الروايات ، منها : عن ابن عيسى بإسناده إلى المفضّل قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : « ما جاءكم منّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردّوه إلينا ، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا » [1] . عن يحيى بن زكريا عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : « من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليهم السلام فيما أسرّوا وفيما أعلنوا وفيما بلغني وفيما لم يبلغني » [2] . ومن الواضح أنّ هذا المعنى غير مراد في النصوص التي تكلّمت عن أنّ من أحاديثهم ما لا يحتمله ملك مقرّب أو نبيٌّ مرسل أو مؤمن ممتحن ، وذلك لأنّ جملة من النصوص - التي سيأتي الحديث عنها - بيّنت أنّ عدم التسليم والانقياد لهم قد يؤدّي إلى الخروج من ولايتهم ودينهم ، وهذا ممّا لا يمكن تطبيقه على هذه الطوائف الثلاث . الثاني : أن يراد به الفقه والفهم ، والشاهد عليه ما ورد عن أبي الصامت قال : « قال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ حديثنا صعب مستصعب ، شريف ، كريم ، ذكوان ذكي وعر ، لا يحتمله ملكٌ مقرّب ولا نبيٌّ مرسل ولا مؤمن مُمتحن » قلت : فمن يحتمله جُعلت فداك ؟ قال : من شئنا يا أبا الصامت » [3] .
[1] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : ج 25 ص 364 ، كتاب الإمامة ، باب غرائب أفعالهم وأحوالهم ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك ، الحديث : 1 . [2] المصدر السابق : ج 25 ص 364 ، الحديث : 2 . [3] بحار الأنوار : ج 2 ص 192 ، كتاب العلم ، الحديث : 34 .