قياس الشمس إلى أبصارنا ، وقياس ما يستفاد منه قياس الضوء المخرج للحسّ بالقوّة إلى الفعل والمحسوس بالقوّة إلى الفعل » [1] . وهذا ما نجده واضحاً في النصوص التي تقدّم الحديث عنها : أمّا أنّه أفضل ما خلق الله ، فهذا ما ورد عن أبي بصير قال : « سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) قال : خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد صلّى الله عليه وآله ، وهو مع الأئمّة يسدّدهم » [2] . وكذلك أنّه مبدأ كلّ علم ، ما ورد عن إبراهيم بن عمر قال : « قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : أخبرني عن العلم الذي تعلمونه ، أهو شيءٌ تعلمونه من أفواه الرجال بعضكم من بعض ، أو شيء مكتوب عندكم من رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فقال : الأمر أعظم من ذلك ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ في كتابه : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ) ؟ قال : قلت : بلى ، قال : فلمّا أعطاه الله تلك الروح علم بها ، وكذلك هي إذا انتهت إلى علل علم بها العلم والفهم » [3] . وعن المفضل بن عمر قال : « قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض ، وهو في بيته مرخى عليه ستره . فقال : يا مفضّل إنّ الله تبارك وتعالى جعل للنبيّ صلّى الله عليه وآله خمسة أرواح : روح الحياة ، فبه دبّ ودرج ، وروح القوّة فيه نهض وجاهد ، وروح
[1] المبدأ والمعاد ، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا ، باهتمام : عبد الله نوراني ، الطبعة الأولى ، طهران : ص 98 . [2] الأصول من الكافي : ج 1 ص 273 ، باب الروح التي يسدّد بها الأئمّة ، الحديث : 4 . [3] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : ج 25 ص 62 ، كتاب الإمامة ، باب الأرواح التي فيهم وأنّهم مؤيّدون بروح القدس ، الحديث : 40 .