معقولات لا تسترجع إلاّ بتعلّم جديد ، فنسيان مثل هذه المعقولات يكشف عن وجود هذا الخازن . ولا نبالغ إذا قلنا : إنّ أهمّ سبب للنسيان بكلا شقّيه - أي نسيان المعلومات القابلة للاسترجاع ، والمعلومات غير القابلة لذلك - هو الاشتغال بغيرها والغفلة الطويلة عنها بحيث يصعب الوصول إلى القابلة للاسترجاع ، وبطبيعة الحال تزول غير القابلة فنحتاج للحصول عليها إلى مباشرة جهد جديد . القوّة القدسيّة هي روح القدس إنّ ما اصطلح عليه بالقوّة القدسيّة عند الحكماء ، هو - في الواقع - المصطلح عليه بروح القدس في الروايات ، والشاهد على ذلك أنّنا عندما نتدبّر في هذه النصوص نجد أنّ كلّ الخصائص التي ذكرت للقوّة القدسيّة يشتمل عليها روح القدس . فمثلاً : القوّة القدسيّة كما تقدّم : جوهر بسيط روحاني ، نور محض في غاية التمام والكمال والفضائل ، وفيه صور جميع الأشياء ، وإنّ أيّ علم لا يحصل للإنسان - أي إنسان - إلاّ بواسطته ، فهو واسطة الفيض لكلّ ما هو دونه . قال ابن سينا في المبدأ والمعاد : « لمّا كان كلّ ما يخرج من القوّة إلى الفعل يخرج بسبب مفيد له ذلك الفعل ، وينتقش صورة في شمع عمّا ليس له تلك الصورة ، ويفيد شيء كمالاً فوق الذي له ، فيجب أن تخرج هذه القوّة إلى الفعل بشيء من العقول المفارقة المذكورة ، إمّا كلّها وإمّا الأقرب إليها في المرتبة ، وهو العقل الفعّال » . ثمّ بيّن أنّ وجه تسمية هذا العقل بالفعّال أنّ ذلك : « سبب فعله في أنفسنا وإخراجه إيّاها عن القوّة إلى الفعل . وقياس العقل الفعّال إلى أنفسنا