الشهوة فيه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الإيمان فبه أمر وعدل ، وروح القدس فبه حمل النبوّة ، فإذا قبض النبيّ صلّى الله عليه وآله انتقل روح القدس فصار إلى الإمام . وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو ، والأربعة الأرواح تنام وتلهو وتغفل وتسهو ، وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض وغربها وبرّها وبحرها » [1] . وهذا ما صرّح به جملة من الأعلام : قال الشعراني في شرحه على أصول الكافي : « وأمّا روح القدس التي اختصّ بها الأولياء والأنبياء فيسمّى في اصطلاح المتأخّرين القوّة القدسيّة » [2] . وقال المازندراني : « وروح القدس باعتبار اتّصافها بالقوّة القدسيّة التي تتجلّى فيها لوايح الغيب وأسرار الملكوت المختصّة بالأنبياء والأوصياء ، وهم بسببها عرفوا الأشياء كلّها كما هي وصاروا من أهل التعليم والإرشاد » [3] . أنحاء الارتباط بالقوّة القدسيّة يختلف الناس في أنحاء الارتباط بهذه القوّة القدسيّة ، وذلك بسبب اختلاف استعداداتهم ؛ قال تعالى : ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) ( الرعد : 17 ) ، فكلّما كان الاستعداد أقوى كان الارتباط والاتّحاد بالعقل أشدّ وأرسخ ، وكلّما كان كذلك كان خروج الإنسان من القوّة إلى الفعل أسرع ، فتكون شريفة بمستوى ما لها من الارتباط ، إلى أن تصل إلى مرتبة تكون
[1] المصدر السابق : ج 25 ص 58 ، الحديث : 25 . [2] شرح جامع لأصول الكافي ، مصدر سابق : ج 6 ص 62 ، الحاشية : 2 . [3] المصدر السابق : ج 2 ص 63 .