الخيال ، وأخرى حافظة للمعاني الجزئيّة وتسمّى الحافظة . الثاني : معينة بالحفظ والتصرّف ، وتسمّى بالمتصرّفة . وعلى هذا فالحواسّ الباطنة عموماً هي : الحسّ المشترك ، الخيال ، الوهم ، الحافظة ، العقل ، المتصرّفة . الحسّ المشترك : تعدّ هذه القوّة مصبّ مدركات الحواسّ الظاهرة كلّها ، وهي كالجداول المتّصلة به تؤدّي إليه ما اقتنصته تلك الحواسّ من الخارج . ومن أهمّ خواصّها : أنّ الحسّ المشترك هو مظهر الاسم الإلهي « من لا يشغله شأنٌ عن شأن » فلا يشغله ما تدركه بعض الحواس عمّا تدركه بعضها الآخر ، فهو يدرك الصور على تنوّعها واختلافها في عرْض واحد ، وليس كذلك الحواسّ الأخرى حيث يشغلها شأن عن شأن ، فلا تستطيع إدراك إلاّ ما يكون في مجال عملها ، فالباصرة مثلاً لا تدرك المسموعات ، والسامعة لا تدرك المشمومات ، وهكذا العاقلة لا تدرك إلاّ الكلّيات ، وهكذا . الخيال : عُرّف الخيال بأنّه : « قوّة يحفظ بها الصورة الموجودة في الباطن » أي الصورة التي جاءت عبر الحسّ المشترك ، فالخيال خزانة هذه القوّة يقي ويحفظ ما تقتنصه من صور . وخير دليل على وجود الخيال كقوّة في النفس ، هو إنّنا ربما أحسسنا صورة نتذكّر أنّها الصورة التي كنّا أحسسناها قبل ذلك بزمان ، ولا يتأتّى الحكم بالعينيّة - أي عينيّة الصورة المتذكّرة للمحسوسة سابقاً - إلاّ مع انحفاظ الصورة في محلّ ثابت ، وهو الخيال . الوهم والعقل : ذهب المشهور إلى اعتبار الوهم قوّة مستقلّة غير العقل ، بينما الحقّ أن يقال إنّه ليس كذلك ، وإنّما هو عقل ساقط أو نازل أو مقيّد ، فالعقل عندما يضاف إلى شخص جزئيّ يكون وهماً ، وأمّا إذا تعلّق بأمر كلّي