فيكون عقلاً . إذن فالقوّة هي القوّة لكن متعلّقها مختلف ، فتارةً يكون جزئيّاً وأخرى كليّاً ، ولا يصحّ الاستدلال باختلاف المتعلّقات على اختلاف ما تتعلّق به . فإذا أدركت هذه القوّة العداوة الكلّية فتسمّى عقلاً ، وأمّا إذا أدركت العداوة الجزئيّة أي التي تضاف إلى جزئي كعداوة زيد فتكون وهماً أو عقلاً ساقطاً . الحافظة : وهي التي تحفظ المعاني الجزئيّة المدرَكة بواسطة الوهم على رأي القوم ، حيث يعتقدون بكونه قوّة مستقلّة ، وأمّا على ما هو الحقّ الذي عرفته آنفاً فلا معنى لوجود مثل هذه القوّة بشكل مستقلّ أيضاً . المتصرّفة : تقوم هذه الحاسّة الباطنة بدورين أساسيّين ، هما الوصل والفصل ، فهي تركّب من المدرَكات المختلفة صوراً ومعاني ، كأن تنشئ صورة إنسان له أكثر من رأس أو يطير بجناحين مثلاً . وأمّا الفصل فما تفعله في القضايا السالبة حيث يتصوّر الربط بين محمولها وموضوعها أوّلاً ثمّ يسلب أحدهما عن الآخر ويفصله عنه ثانياً . فإذا كانت هذه القوّة رهن استعمال العقل فهي المفكّرة ، وأمّا إذا كانت كذلك بالنسبة للوهم فهي المتخيّلة [1] . قال حسن زاده الآملي : « القوّة الحافظة هي خزانة المعاني الجزئيّة تكسبها الواهمة وتخزنها فيها ، كما أنّ الخيال خزانة الصورة يكسبها الحسّ المشترك وتخزنها فيه ، والمتصرّفة جالسة بينهما ومتصرّفة فيهما بالتركيب والتفصيل في
[1] ينظر بحث القوى الظاهرة والباطنة في بحوث في علم النفس الفلسفي ، تقريراً لدروس السيّد كمال الحيدري ، بقلم : الشيخ عبد الله الأسعد ، دار فراقد ، 1426 ه - ، الطبعة الثالثة : ص 55 .