السامع أوّل ما يسمعه ، فإذا رجع إلى مثل قوله تعالى : ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) ( الأنعام : 103 ) ، علم به أنّ المراد بالنظر غير النظر بالبصر الحسّي » [1] . وإلى هذا المعنى من المحكم والمتشابه أشارت بعض النصوص الروائيّة منها : ما رواه العيّاشي في تفسيره : « سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن المحكم والمتشابه ، فقال : المحكم ما يُعمل به ، والمتشابه ما يشبه بعضه بعضاً » [2] . وعن مسعدة بن صدقة قال : « سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام : عن المحكم والمتشابه ، قال : المتشابه ما اشتبه على جاهله » [3] . وفي العيون عن الإمام الرضا عليه السلام قال : « من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هُدي إلى صراط مستقيم » [4] . والأخبار كما ترى متقاربة في تفسير المتشابه ، وهي تؤيّد ما ذكرنا في البيان السابق . ممّا تقدّم ظهر الفرق بين التأويل والمتشابه ، فإنّ التأويل هو حقيقة القرآن المحفوظة في أمّ الكتاب التي لا تدركها الأفهام ولا يمكن التعبير عنها بالألفاظ والمفاهيم ، وهو من الأمور الخارجيّة العينيّة . وأمّا المتشابه ، فهو ليس من جهة اللفظ حتّى يعالج من خلال الطرق المألوفة عند أهل
[1] المصدر السابق : ج 3 ص 21 . [2] تفسير العيّاشي ، مصدر سابق : ج 1 ص 85 ، الحديث : 32 . [3] المصدر السابق : ج 1 ص 87 ، الحديث : 38 . [4] عيون أخبار الرضا ، نقلاً عن الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 3 ص 68 .