استخلف ، فبينا هو يُصلّي بالناس إذ وثب إليه رجلٌ فطعنه بخنجر في وركه ، فتمرّض منها شهراً ، ثمّ قام فخطب على المنبر ، فقال : يا أهل العراق ، اتّقوا الله فينا ، فإنّا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فما زال يومئذ يتكلّم حتّى ما ترى في المسجد إلاّ باكياً . رواه الطبراني ورجاله ثقات [1] . والحاصل أنّ حديث الكساء الذي كاد أن يتواتر مضمونه لتعدّد رواته لدى الفريقين في جميع الطبقات ، حافل بتطبيقها عليهم بالخصوص . قال الآلوسي في تفسيره : « وأخبار إدخاله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم عليّاً وفاطمة وابنيهما رضي الله تعالى عنهم تحت الكساء ، وقوله عليه الصلاة والسلام : « اللّهُمَّ هؤلاء أهل بيتي » ودعائه لهم ، وعدم إدخال أُمّ سلمة أكثر من أن تحصى ، وهي مخصّصة لعموم أهل البيت بأيّ معنىً كان ، فالمراد بهم من شملهم الكساء ، ولا يدخل فيهم أزواجه » [2] . والذي يبدو أنّ الغرض من حصرهم تحت الكساء ، وتطبيق الآية عليهم ، ومنع حتّى أمّ سلمة من الدخول معهم - كما ورد في روايات كثيرة - هو التأكيد على اختصاصهم بالآية ، وقطع الطريق على كلّ ادّعاء بشمولها لغيرهم . من هنا نجد أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله - مضافاً إلى ما تقدّم - حرص على عدم مشاركة الغير لهم فيها ، وذلك من خلال تلاوة هذه الآية على مرأى
[1] مجمع الزوائد للهيثمي ، مصدر سابق : ج 9 ص 273 . [2] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، العلاّمة الآلوسي البغدادي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان ، دار الطباعة المنيريّة : ج 22 ص 14 .