فقالت صفيّة : مَن يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين . فجيء بهم ، فألقى عليهم النبيّ صلّى الله عليه وآله كساءه ، ثمّ رفع يديه ثمّ قال : اللّهُمَّ هؤلاء آلي ، فصلِّ على محمّد وعلى آل محمّد . وأنزل الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . قال النيسابوري : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه » [1] . وأخرج أحمد في مسنده قال : حدّثنا شدّاد بن عمّار ، قال : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم ، فذكروا عليّاً رضي الله عنه فشتموه ، فشتمته معهم ، فلمّا قاموا قال لي : شتمت هذا الرجل ؟ قلت : قد شتموه فشتمته معهم ، قال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم ؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة رضي الله عنها ، أسألها عن عليّ رضي الله عنه ، فقالت : توجّه إلى رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم ، فجلست أنتظره حتّى جاء رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم ومعه عليّ وحسن وحسين رضي الله عنهم ، آخذ كلّ واحد منهما بيده حتّى دخل ، فأدنى عليّاً وفاطمة رضي الله عنهما وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً وحسيناً رضي الله عنهما كلّ واحد منهما على فخذه ، ثمّ لفَّ عليهم ثوبه - أو قال كساءه - ثمّ تلا صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقال : « اللّهُمَّ هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحقّ » [2] . وأخرج الهيثمي عن أبي جميلة : أنّ الحسن بن علي حين قُتل علي
[1] المستدرك على الصحيحين في الحديث ، للحاكم النيسابوري ، وفي ذيله : تلخيص المستدرك للذهبي ، دار الفكر ، بيروت ، 1398 ه - 1978 م . [2] مسند أحمد بن حنبل : ج 4 ، ص 107 .