لغيرهم ، إذ قد تبيّن ممّا مرّ : أنّ العمل التامّ موجود في بعض السبل التي دون صراطهم ، فلا يبقى لمزيّتهم إلاّ العلم » [1] . 2 . حقيقة استغفار النبيّ وأهل بيته لكي تتّضح حقيقة استغفار النبيّ صلّى الله عليه وآله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام ، لا بدّ من معرفة أنّ الذنب الذي تجب التوبة عنه ، أ له درجة واحدة أم درجات متعدّدة ؟ فإذا ثبت أنّ للذنب مراتب ودرجات ، فإنّ التوبة والاستغفار المترتّب على ذلك سوف يكون كذلك . المرتبة الأولى : الذنب القانوني والشرعي الذي يفيده الاعتبار الصحيح هو أنّ أوّل ما يتعلّق به ويحترمه المجتمع الإنساني هي الأحكام العمليّة والسنن التي تحفظ بالعمل بها والمداومة عليها مقاصده الإنسانية ، وتهديه إلى سعادته في الحياة ، ثمّ تضع أحكاماً جزائيّة يجازى على طبقها المتخلّف العاصي عن القوانين الاجتماعيّة ويُثاب المطيع الممتثل . وفي هذه المرتبة لا يسمّى باسم المذنب إلاّ المتخلّف عن القوانين العمليّة ، وتحاذي الذنوب - لا محالة - في عددها عدد موادّ الأحكام الاجتماعيّة . وهذا هو المعروف والمركوز في أذهاننا معاشر المسلمين أيضاً من معنى الذنب ، والألفاظ التي تقاربه في المعنى كالسيّئة والمعصية والإثم والخطيئة والفسق ونحوها . والحاصل أنّ المرتبة الأولى من الذنب ، هو الذنب المتعلّق بالأمر والنهي المولويّين ، وهي المخالفة لحكم شرعيّ فرعيّ أو أصليّ ، وإن عمّمت التعبير قلت : مخالفة مادّة من المواد القانونيّة دينيّة كانت أو غير دينيّة .
[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 1 ص 37 .