ومن الواضح أنّ هذه الأفضليّة ليست في العلم بالحلال والحرام والطاعة ونحوها ، لأنّهم جميعاً سواء في هذه الأمور ، كما صرّحت نصوص عديدة بذلك منها : عن البزنطي عن الرضا عليه السلام فيما كتب إليه قال أبو جعفر عليه السلام : « لا يستكمل عبد الإيمان حتّى يعرف أنّه يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم في الحجّة والطاعة والحلال والحرام سواء ، ولمحمّد صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما » [1] . عن محمّد بن يحيى عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : « يا أبا محمّد ، كلّنا نجري في الطاعة والأمر مجرى واحداً ، وبعضنا أعلم من بعض » [2] . عن ابن أبي عمير عن الحسين بن زياد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : قلنا : الأئمّة بعضهم أعلم من بعض ؟ قال : « نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد » [3] . وعلى هذا فينحصر التفاضل في خصوص المعارف الإلهيّة اللامتناهية ، وهذا ما أكّده جملة من الأعلام كالطباطبائي ، حيث بيّن أنّ الميزة والخصوصيّة التي يمتاز بها أصحاب الصراط المستقيم هي العلم ، قال ما نصّه : « إنّ مزية أصحاب الصراط على غيرهم ، وكذا صراطهم على سبيل غيرهم ، إنّما هو بالعلم لا العمل ، فلهم من العلم بمقام ربّهم ما ليس
[1] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 39 ص 91 ، تاريخ أمير المؤمنين ، باب فضله على سائر الأئمّة ، الحديث : 2 . [2] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 2 ص 403 ، باب في الأئمّة أنّ بعضهم أعلم من بعض وعلمهم بالحلال والحرام واحد ، الحديث : 1708 . [3] المصدر السابق : ج 2 ص 404 ، الحديث : 1710 .