حلولها فيها ، وبعد مفارقتها الأبدان وعروجها إلى عالم القدس ، لهم ترقّيات في المعارف الربّانيّة ودرجات الكمال ، ولا يزالون سائرين على معارج القرب والوصال وغائصين في بحار أنوار معرفة ذي الجلال ، إذ لا غاية لمدارج عرفانه وحسبه وقربه تعالى ، وبين درجة الربوبيّة ودرجات العبوديّة منازل لا تُحصى . فإذا عرفت ذلك فإنّهم عليهم السلام إذا تعلّموا في بدو إمامتهم من الإمام السابق قدراً من العلوم والمعارف ، فلا محالة لا يقفون في تلك المرتبة ، ويحصل لهم بسبب مزيد القُرب والطاعات زوائد العلوم والحكم والترقّيات ، فيمكن أن يكون هذا هو المراد بما يحصل آناً فآناً وساعةً فساعة في الليل والنهار » [1] . النتائج المترتّبة على الوجه الثاني يمكن ذكر نتيجتين أساسيّتين تترتّبان على هذا الوجه : 1 . تفاضل الأئمّة فيما بينهم من الحقائق الثابتة أنّ الأئمّة يتفاضلون فيما بينهم ، كما صرّحت بذلك نصوص كثيرة في هذا المجال ، ومن أوضح مصاديق ذلك أفضليّة الإمام عليّ عليه السلام على باقي الأئمّة عليهم السلام بعد الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله ، وكذلك أفضليّة الحسن والحسين عليهما السلام من باقي الأئمّة . عن بريد بن معاوية قال : « قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام : ( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ( الرعد : 43 ) ، قال :
[1] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ، مصدر سابق : ج 3 ص 19 ، بحار الأنوار : ج 26 ص 21 ، كتاب الإمامة ، باب جهات علومهم .