معرفتهم وانتهاءها إلى حدٍّ معيّن ، وإنّما هي سائرة في طريق الازدياد تبعاً لما تمليه وتقتضيه الكمالات الإلهيّة اللامتناهية ، لذا نجد رسول الله صلّى الله عليه وآله مع بلوغه إلى مقام ( قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) ( النجم : 9 ) ، يقول - كما يحكيه القرآن في قوله تعالى - : ( رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ( طه : 114 ) . ومن الواضح أنّ هذا العلم ليس علماً مرتبطاً بالأحكام أو تفسير القرآن أو علم ما كان وما يكون وما هو كائن ، لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام قد وقفوا على مثل هذه العلوم بكلّ خصائصها وحدودها ، وهذا ما صرّحت به نصوص كثيرة منها ما تقدّم عن محمّد بن سليمان الديلمي : « قال : سألت الصادق عليه السلام فقلت : جعلت فداك ! سمعتك وأنت تقول غير مرّة : لولا إنّا نزاد لأنفدنا . قال : أمّا الحلال والحرام فقد - والله - أنزل على نبيّه بكماله ، وما يزاد الإمام في حلال ولا حرام . قال فقلت : فما هذه الزيادة ؟ قال : في سائر الأشياء سوى الحلال والحرام » [1] . إذن العلم الذي يطلب الرسول صلّى الله عليه وآله الازدياد منه هو العلم المرتبط بالمعارف الإلهيّة اللامتناهيّة ، الذي يستحيل أن يحيط بها أي إنسان مهما بلغ مقامه ، لأنّه لا يمكن إحاطة المحدود المتناهي باللامحدود اللامتناهي ، قال تعالى : ( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) ( طه : 110 ) . قال المجلسي : « يلوح من فحاوى الأخبار الكثيرة أنّهم عليهم السلام في جميع النشآت ، أي قبل حلول أرواحهم المطهّرة في الأجساد المقدّسة ، وبعد
[1] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 2 ص 255 ، باب ما يزاد الأئمّة على كلّ من كان قبلهم ، الحديث : 1397 .