فقال : ويحك كيف يجوز أن يعلم الإمام شيئاً لم يعلمه رسول الله صلّى الله عليه وآله والإمام من قبله » [1] . عن عبد الله بن بكير عن أبي بصير قال : « سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : لولا إنّا نزاد لأنفدنا . قال قلت : أتزادون شيئاً ليس عند رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال : إنّه إذا كان ذلك أُتي النبيّ صلّى الله عليه وآله فأخبر ، ثمّ إلى عليّ ، ثمّ إلى بنيه واحداً بعد واحد حتّى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر » [2] . ويترتّب على هذه النصوص ونظائرها أمران أساسيّان : الأوّل : إنها تكشف بوضوح أنّهم عليهم السلام يرثون رسول الله صلّى الله عليه وآله العلم بعد مماته أيضاً ، وقد يبدو هذا الأمر غريباً لأوّل وهلة ، إذ المتعارف أنّ أهل البيت عليهم السلام يأخذون ويرثون علم رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو حيٌّ بينهم ، فكيف يتصوّر أنّهم يرثونه وإن كان ميّتاً . إلاّ أنّ هذه الغرابة تزول إذا علمنا أنّ وجوده صلّى الله عليه وآله المعنوي في عوالم الملكوت له نفس الدور الذي كان له وهو في هذه النشأة ، كما هو مفاد كثير من النصوص التي أثبتت هذه الحقيقة . ولعلّ من أهمّ الشواهد على ذلك - ما سيأتي بحثه - من أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله يشهد على أعمال الخلائق . عن سماعة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « سمعته يقول : ما لكم تسوؤن رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فقال رجل : وكيف نسوؤه ؟
[1] المصدر السابق : ج 2 ص 255 ، الحديث : 1397 . [2] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، مصدر سابق : ج 26 ص 86 ، كتاب الإمامة ، باب أنّهم عليهم السلام يزادون ولولا ذلك لنفد ما عندهم ، الحديث : 2 .