فقال : أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك ، فلا تسوؤا رسول الله وسرّوه » [1] . وبهذا يتبيّن أنّ إمامة الرسول صلّى الله عليه وآله للأئمّة عليهم السلام ليست منحصرة وهو في هذه النشأة ، وإنّما هي مستمرّة وممتدّة لما بعد مماته صلّى الله عليه وآله . فهو واسطة الفيض بين الله والأئمّة عليهم السلام ، كما هو واضح من تعبير الروايات المتقدّمة التي تؤكّد أنّهم عليهم السلام لا يزاد في علمهم شيئاً إلاّ ويبدأ بالخاتم صلّى الله عليه وآله ثمّ عليّ عليه السلام ثمّ سائر الأئمّة عليهم السلام . قال القيصري في شرحه على فصوص الحكم : « إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله يمدّ أرواح جميع الأنبياء السابقين عليه - بحسب الظهور والزمان - حال كونه في الغيب ، لكونه قطب الأقطاب أزلاً وأبداً ، كما يمدّ أرواح الأولياء اللاّحقين به ، بإيصالهم إلى مرتبة كمالهم في حال كونه موجوداً في الشهادة ، ومنتقلاً إلى الغيب ، وهو دار الآخرة . فأنواره غير منقطعة عن العالم قبل تعلّق روحه بالبدن وبعده ، سواء كان حيّاً أو ميّتاً » [2] . الثاني : ثبت أنّ ازدياد كمالات النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام لا تختصّ بحياتهم الدنيويّة ، بل هي مستمرّة بعد مماتهم أيضاً ، وهم في نشآت الملكوت . قال المازندراني : « ينبغي أن يعلم أنّ كلّ علم ألقاه تعالى إلى نبيّه صلّى الله
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 219 ، كتاب الحجّة ، باب عرض الأعمال على النبيّ والأئمّة ، الحديث : 3 . [2] شرح فصوص الحكم ، داود القيصري ، تحقيق : آية الله حسن حسن زاده الآملي ، بوستان كتاب قم ، الطبعة الأولى 1424 : ج 1 ص 186 .