عن ضريس الكناني قال : « كنت عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام وعنده أبو بصير فقال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ داود ورث علم الأنبياء ، وإنّ سليمان ورث داود ، وإنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله ورث سليمان ، وإنّا ورثنا محمّداً صلّى الله عليه وآله ، وإنّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى .
فقال أبو بصير : إنّ هذا لهو العلم .
فقال : يا أبا محمّد ، ليس هذا هو العلم ، إنّما العلم ما يحدث بالليل والنهار ، يوماً بيوم وساعة بساعة » [1] .
العلم الحادث يبدأ أوّلاً برسول الله ثمّ يصل إلى الأوصياء قد يقال إنّ هذه الزيادة الحاصلة في علم الأوصياء في كلّ سنة في ليلة القدر أو ليلة الجمعة يلزم منها أن يكون الوصيّ أعلم من النبي الذي يرثه ، والوصي اللاّحق أعلم من الوصي السابق عليه ، لأنّ الملائكة والروح تتنزّل على الأخير بما لم تتنزّل على الأوّل من الأمور المتعلّقة بمصائر الناس وآجالهم وأرزاقهم ونحو ذلك .
لذا ورد في نصّ متقدّم أنّ السائل سأل : فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء ؟ وهل يعلم أحد من الوصاة ما لا يعلم الآخر ؟
وهذا ما أجابت عليه نصوص كثيرة أنّ هذه الزيادة تبدأ برسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ الأوصياء السابقين ، إلى أن تنتهي إلى الوصي الذي بين ظهرانيكم ، لئلا يكون آخرهم أعلم من أوّلهم .
عن يونس بن عبد الرحمان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : ليس شيء يخرج من الله حتّى يبدأ

[1] المصدر السابق : ج 1 ص 225 ، الحديث : 4 .

335