ولعلّ النكتة في ذلك ، هو اختصاص هذا النحو من العلم بهم عليهم السلام ولا يتعدّاه إلى غيرهم ، بخلاف القسمين الآخرين من علومهم ، إذ قد يطلع على بعضها بعض خواصّ النبيّ صلّى الله عليه وآله ، مثل سلمان وأبي ذر بإخبار النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وبعض خواصّ أصحاب الأئمّة عليهم السلام ، بقراءة بعض مواضع الكتب التي كانت عندهم . لذا ورد في نصّ متقدّم ، عندما سأل السائل عن هذا القسم من العلم ، بقوله : « فما يحدث لهم في ليالي القدر علمٌ سوى ما علموا ؟ » قال عليه السلام : « هذا ممّا أُمروا بكتمانه » . ثمّ قال : « أمّا هذا العلم ( أي الحادث في ليلة القدر ) الذي تسأل عنه ، فإنّ الله عزّ وجلّ أبى أن يُطلع الأوصياء عليه إلاّ أنفسهم » [1] . من هنا نجد أنّهم كانوا يؤكّدون أنّ هذا القسم من العلم هو العلم الحقيقي بالقياس إلى أقسام العلوم الأخرى التي توجد عندهم . عن المفضل بن عمر قال : « قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : إنّ سليمان ورث داود ، وإنّ محمّداً ورث سليمان ، وإنّا ورثنا محمّداً ، وإنّ عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان ما في الألواح . قلت : إنّ هذا لهو العلم ؟ قال : ليس هذا هو العلم ، إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة » [2] .
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 252 ، كتاب الحجّة ، باب في شأن إنّا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها ، الحديث : 8 . [2] المصدر السابق : ج 1 ص 224 ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم ، الحديث : 3 .