وهذا ما تقدّم في نصّ سابق عن أبي جعفر الباقر عليه السلام حيث قال : « إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لمّا أُسري به لم يهبط حتّى أعلمه جلّ ذكره علم ما قد كان وما سيكون ، وكان كثير من علمه ذلك جُملاً يأتي تفسيرها في ليلة القدر ، وكذلك كان علي بن أبي طالب عليه السلام قد علم جُمل العلم ويأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول الله صلّى الله عليه وآله . قال السائل : أوَ ما كان في الجمل تفسير ؟ قال : بلى ، ولكنّه إنّما يأتي بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبيّ وإلى الأوصياء : إفعل كذا وكذا لأمر ، قد كانوا علموه ، أمروا كيف يعملون فيه . ثمّ قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم ؟ قال : بلى ، قد علموه ولكنّهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتّى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة » [1] . النتيجة الثانية : بناءً على ما أوردناه في النتيجة الأولى اتّضح المراد من ازدياد علمهم عليهم السلام ، الذي أشارت إليه نصوص كثيرة - كما تقدّم - وهو أنّ الزيادة ليست بمعنى أنّهم كانوا جاهلين بهذه الأمور ثمّ علموها ، وإنّما هم يعلمونها ولكن بنحو قابل للبداء ، فإذا بدا لله تعالى في شيء منها أخبرهم وأطلعهم على ذلك ، فإذا أطلعهم فإنّه يكون حتماً مقضيّاً . في ضوء هذا يمكن أن نفهم سبب عدم إخبار الأئمّة عليهم السلام بالأمور - التي هي في معرض البداء - بنحو الجزم والحتم ، وذلك لاحتمال حصول البداء فيها كآجال الناس ومصائرهم ، وهذا ما يشير إليه أمير
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 251 ، كتاب الحجّة ، باب في شأن إنّا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها ، الحديث : 8 .