أمامه فرصاً مفتوحة على الدوام لتعديل المصير . قال السيّد الخوئي في رسالته عن البداء : « والقول بالبداء يوجب انقطاع العبد إلى الله ، وطلبه إجابة دعائه منه وكفاية مهمّاته وتوفيقه للطاعة وإبعاده عن المعصية . فإنّ إنكار البداء والالتزام بأنّ ما جرى به قلم التقدير كائن لا محالة دون استثناء ، يلزمه يأس المعتقد بهذه العقيدة عن إجابة دعائه ، فإنّ ما يطلبه العبد من ربّه إن كان قد جرى قلم التقدير بإنفاذه فهو كائن لا محالة ، ولا حاجة للدّعاء والتوسّل ، وإن كان قد جرى بخلافه لم يقع أبداً ولم ينفعه الدّعاء والتضرّع ، وإذا يئس العبد من إجابة دعائه ترك التضرّع لخالقه ، حيث لا فائدة في ذلك . وكذلك الحال في سائر العبادات والصدقات التي وردت عن المعصومين عليهم السلام أنّها تزيد في العمر أو في الرزق أو غير ذلك ممّا يطلبه العبد . وهذا هو سرّ ما ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام من الاهتمام بشأن البداء » [1] . النتائج المترتّبة على الوجه الأوّل هناك عدّة نتائج تترتّب على الوجه الأوّل الذي تعرضنا له وهي كما يلي : النتيجة الأولى : أنّ علم أهل البيت عليهم السلام في القضاء غير المحتوم ، إنّما هو بنحو قابل للتبديل والتغيير . ومؤدّى ذلك أنّهم وإن كانوا يعلمون هذه الأمور ، إلاّ أنّ علمهم ليس بنحو الحتم والجزم ، فإذا تغيّرت الشرائط وارتفعت الموانع يخبرهم الله تعالى من العلم المخزون المكنون المستأثر عنده بذلك التغيّر والتبدّل .