ولأقرنّ عين أمّتي بعدي بتفسيرها ، الصدقة على وجهها ، وبرّ الوالدين ، واصطناع المعروف ، يحوّل الشقاء سعادة ويزيد في العمر ويقي مصارع السوء » [1] . عن ثوبان عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : « لا يردّ القدر إلاّ الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلاّ البرّ ، وإنّ الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها » [2] . عن أبي ولاّد قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : « عليكم بالدّعاء ، فإنّ الدعاء لله والطلب إلى الله يردّ البلاء وقد قدّر وقضي ولم يبق إلاّ إمضاؤه ، فإذا دُعي الله عزّ وجلّ وسُئل صرف البلاء صرفه » [3] . وبهذا يتّضح أهمّية الإيمان بالبداء في البناء العقائدي ، فإنّه لو هيمن على وجود أيّ إنسان نمط من الاعتقاد يفيد بأنّ ما جرى به قلم التقدير أمرٌ لا مردّ له ، وهو كائن لا محالة دون استثناء ، لسقط الإنسان في هوّة اليأس وضُربت عليه حالة من الإحباط والقنوط . من هنا يأتي دور البداء ليفتح أمام الإنسان نافذة أمل يمكّنه التحكّم بمصيره عبر العمل الاختياري ، ويضيء أمامه مجرى الحياة بإشراقة تبعث في قلوب المؤمنين الرجاء بالله دائماً وأبداً ، فيحثّه ذلك على الدّعاء والصدقات وضروب البرّ وفنون الطاعات ، ممّا يوثّق علاقته بخالقه سبحانه ، ويضع
[1] الدر المنثور في التفسير المأثور ، مصدر سابق : ج 4 ص 661 . [2] سنن ابن ماجة ، تصنيف : أبي عبد الله محمّد بن يزيد ابن ماجة القزويني ( 209 - 273 ) ، اعتنى به فريق بيت الأفكار الدوليّة : كتاب المقدّمة ، باب القدر ، الحديث : 90 : ص 27 . [3] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 470 ، كتاب الدّعاء ، باب أنّ الدّعاء يردّ البلاء والقضاء ، الحديث : 8 .