يقوم مقامه غيره ، فلا يكون بذلك أمير المؤمنين عليه السلام ملقياً بيده إلى التهلكة ولا معيناً على نفسه معونة مستقبحة في العقول » [1] . حاصل ما تقدّم في هذه الإجابة هو أنّ الإمام عليه السلام ، إذا علم أنّ الله تعالى أراد منه الإقدام على أمر معيّن ، فهو يُقدم وإن علم أنّه يموت ، وهذا ليس من الإلقاء في التهلكة - كما قيل - لأنّه طاعة وامتثال لله تعالى لما فيه المصلحة للدِّين والأمّة ، والفوز بالدرجات الرفيعة والكرامة الإلهيّة . < فهرس الموضوعات > الجواب الثاني : إن أهل البيت يعلمون مصائرهم بنحو قابل للتغيير < / فهرس الموضوعات > الجواب الثاني : إن أهل البيت يعلمون مصائرهم بنحو قابل للتغيير وتفصيل هذا الوجه يأتي في البحث اللاحق إن شاء الله تعالى ، وحاصله أنّ أهل البيت عليهم السلام وإن كانوا يعلمون مصيرهم ، إلاّ أنّ علمهم هذا يحتمل أن يحصل فيه بداء وتغيّر عمّا كانوا يعلمونه ، فمبيت أمير المؤمنين عليه السلام مثلاً في فراش النبيّ صلّى الله عليه وآله في ليلة الهجرة ، وإن كان يعلم أنّه لا يصيبه شيء ، إلاّ أنّ هذا العلم يمكن أن يحصل فيه بداء لله تعالى ويتغيّر عمّا هو عليه ، كما سيأتي بحثه . < فهرس الموضوعات > الخلاصة < / فهرس الموضوعات > الخلاصة 1 - إنّ الغيب والشهادة وصفان إضافيّان ، بمعنى أنّ الشيء الواحد قد يكون غيباً من شيء لأنّه خارج عن دائرة رؤيته ومعرفته ، ويكون نفس ذلك الشيء شهادة لآخر ، لأنّه مشهودٌ له . 2 - بشأن الجمع بين الآيات النافية لعلم الغيب لغير الله تعالى ، وبين
[1] المسائل العكبريّة ، الشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد النعمان العكبري البغدادي المفيد ، تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري ، الطبعة الثانية ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة : ج 6 ص 70 .