responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 294


الإلهي اقتضى ذلك ، فإقدامه إنّما كان بمحض إرادته امتثالاً لأمر مولاه ، ولذا في النصّ المتقدّم عن الرضا عليه السلام حينما سأله السائل عن سبب خروجه عليه السلام إلى المسجد مع علمه بما يحصل ، كان جوابه عليه السلام : « ولكنّه خُيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عزّ وجلّ » وهو دالّ بصراحة على انقياد الإمام وطاعته لله تعالى وإنّ ذلك تكليف إلهيّ لا بدّ من امتثاله .
وهذا ما نجده بنحو واضح في نصّ آخر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام حيث قال : « يا حمران إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ثمّ أجراه ، فبتقدّم علم إليهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله قام عليٌّ والحسن والحسين عليهم السلام ، وبعلم صمت من صمت منّا » [1] .
إذن فإنّهم عليهم السلام وإن علموا بمصائرهم ، إلاّ أنّ هذا العلم لا يؤثّر في سلوكهم الخارجي شيئاً ، لأنّ تكاليفهم الشرعيّة ليست قائمة على هذا اللّون من العلم الخاصّ ، وإنّما هي على أساس ما تمليه الأسباب والعلوم الظاهريّة ، وهذا المعنى يقرّره المجلسي بقوله : « إنّ أحكامهم الشرعيّة منوطة بالعلوم الظاهرة لا بالعلوم الإلهاميّة » [2] .
وهذا ما أكّده الشيخ المفيد ببيان آخر في خصوص شهادة عليّ أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : « إذا كان لا يمتنع أن يتعبّده الله بالصبر على الشهادة والاستسلام للقتل ، ليبلغه الله بذلك من علوّ الدرجة ما لا يبلغه إلاّ به ، ويكون في المعلوم من اللّطف بهذا التكليف لخلق من الناس ما لا



[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 262 ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان وما يكون ، الحديث : 4 .
[2] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، مصدر سابق : ج 48 ص 236 ، تاريخ الإمام موسى بن جعفر ، باب أحواله في الحبس إلى شهادته ، ذيل الحديث : 43 .

294

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست