الآيات المثبتة لذلك ، توجد معالجتان : المعالجة الأولى : إنّ الآيات الدالّة على انحصار علم الغيب بالله تعالى غايتها الدلالة على أنّ علم الغيب منحصر به تعالى بنحو الاستقلال وبالذات ، وهذا الأمر لا يتنافى ولا يتقاطع مع النصوص القرآنية التي أثبتت علم الغيب لغيره تعالى بنحو التبعيّة له تعالى ، والإفاضة منه سبحانه لحكمة تقتضي ذلك . المعالجة الثانية : إنّ الآيات الدالّة على انحصار علم الغيب به تعالى ، تشير إلى استحالة اطلاع غير الله تعالى من المخلوقات على علم الغيب بشكل مطلق وشامل لجميع موارد الغيب ، والتي منها العلم الإلهي في مقام الذات الذي لا حدّ له ، وذلك لعدم قابليّة إحاطة المتناهي - المخلوقات - باللامتناهي وهو الله تعالى . 3 - من الأدلّة على علم أهل البيت بالغيب : الدليل الأوّل : علم أهل البيت بالكتاب المبين . الدليل الثاني : أنّهم عليهم السلام ورثة علم رسول الله صلّى الله عليه وآله . الدليل الثالث : الروايات . 4 - مناقشة الأدلّة الدالّة على عدم علم الغيب لغير الله تعالى : أ - أمّا بشأن الآيات الدالّة على نفي علم الغيب لغيره تعالى كقوله : ( لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) ( الأنعام : 50 ) ، فهي بصدد الإشارة إلى أنّ الحيثيّة البشريّة والرساليّة للنبيّ أو الرسول لا تقتضي العلم بالغيب ، وليس من لوازم هاتين الحيثيّتين للنبيّ أو الرسول . وهذا لا ينافي إفاضة الله تعالى على عباده الذين ارتضاهم واجتباهم لبعض العلوم الغيبيّة بإذنه وإرادته .