إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) ( الأنعام : 59 ) ، وتبيّن أيضاً أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام ؛ يعلمون كلّ ما في الكتاب المبين بالمشاهدة القلبيّة ؛ لقوله : ( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) ( الواقعة : 79 ) ، فيثبت أنّهم عليهم السلام لديهم علم الغيب بكلّ ما يضمّه الكتاب المبين من علوم غيبيّة . ويمكن صياغة هذا الدليل بشكل منطقي بما يلي : إنّ مرتبة الكتاب المبين هي مرتبة ملكوتيّة باطنيّة غيبيّة للقرآن الكريم . إنّ هذه المرتبة فيها تبيان كلّ شيء . إنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام وقفوا وعلموا بكلّ ما يتضمّن الكتاب المبين من حقائق . والنتيجة : أنّهم عليهم السلام لديهم علم بكلّ ما يضمّ الكتاب المبين من علوم غيبيّة ، وهذا ما أيّدته النصوص الروائيّة الواردة في ذيل هذه الآية . عن المفضل بن عمر قال : « دخلت على الصادق عليه السلام ذات يوم ، فقال لي : يا مفضّل عرفت محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم ؟ قلت : يا سيّدي وما كنه معرفتهم ؟ قال : يا مفضّل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الأعلى . قال قلت : عرّفني ذلك يا سيّدي ؟ قال عليه السلام : يا مفضّل تعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزّ وجلّ وذرأه وبرأه ، وأنّهم كلمة التقوى ، وخزّان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار ، وعرفوا كم في السماء نجم ومَلك ، ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها ، وما تسقط من ورقة إلاّ علموها ، ولا حبّة في ظلمات