غيوب ، وكذا المراد « بغيبه » جمع غيوبه ، لأنّ اسم الجنس المضاف بمنزلة المعرّف باللام ، سيما إذا كان في الأصل مصدراً . والمراد بالإظهار المنفيّ الاطّلاع الكامل الذي تنكشف به جلّية الحال على أتمّ وجه كما يرشد إليه حرف الاستعلاء ، فالله سبحانه عالم كلّ غيب وحده فلا يطلع على ذلك المختصّ علمه به إطلاعاً كاملاً أحداً من خلقه ليكون أليَق بالتفرّد وأبعَد عن توهّم مساواة علم خلقه لعلمه سبحانه ، وإنّما يُطلع جلّ وعلا - إذا أطلع من شاء - على بعضه ممّا تقتضيه الحكمة التي هي مدار سائر أفعاله عزّ وجلّ » [1] . والحاصل أنّ هذه المعالجة تقوم على أساس أنّه لم يثبت أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله له علمٌ بكلّ غيب ، حتّى يكون منافياً للآيات التي أثبتت أنّ علم الغيب بتمامه وكماله منحصر به تعالى ، بل قام الدليل على عدمه ؛ للنصوص الروائيّة الدالّة على أنّ من العلوم ما هو مكفوف وموقوف عنده تعالى ، ولم يخبر به أحداً من خلقه ، كما سنقف عليه في البحوث اللاحقة . < فهرس الموضوعات > 3 : أدلّة على علم أئمّة أهل البيت بالغيب < / فهرس الموضوعات > 3 : أدلّة على علم أئمّة أهل البيت بالغيب هناك عدد من الأدلّة الدالّة على علم أئمّة أهل البيت عليهم السلام بالغيب ، منها : < فهرس الموضوعات > الدليل الأوّل : علم أهل البيت بالكتاب المبين < / فهرس الموضوعات > الدليل الأوّل : علم أهل البيت بالكتاب المبين تبيّن فيما سبق أنّ الكتاب المبين هو المرتبة الغيبيّة والملكوتيّة للقرآن الكريم ، وأنّ هذه المرتبة من الكتاب فيها تبيان كلّ شيء كما في قوله تعالى : ( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ
[1] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، مصدر سابق : ج 29 ص 96 .