الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين ، وهو في علمهم وقد علموا ذلك » [1] . الدليل الثاني : أئمّة أهل البيت هم ورثة علم رسول الله تضافرت النصوص الروائيّة على أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم إمام المتّقين عليّ أمير المؤمنين عليه السلام هم ورثة علم رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ولمّا كان صلّى الله عليه وآله واجداً لأعلى وأكمل مراتب علم الغيب ، لكونه أعلم من جميع الأنبياء والمرسلين كما تقدّم ، فهم عليهم السلام أيضاً كذلك : عن الإمام الرضا عليه السلام في جواب عمرو بن هذّاب حينما نفى عن الأئمّة عليهم السلام علم الغيب متذرّعاً : بأنّ الغيب لا يعلمه إلاّ الله تعالى ، قال عليه السلام : « أوليسَ الله يقول : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) فرسول الله عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما شاء من غيبه ، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة » [2] . عن عبد الله بن جندب أنّه كتب إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام : « أمّا بعد فإنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله كان أمين الله في أرضه ، فلمّا قُبض صلّى الله عليه وآله كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن أُمناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله
[1] البرهان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 6 ص 387 . [2] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار : ج 49 ص 75 ، تاريخ الإمام أبي الحسن الرضا ، باب وروده البصرة والكوفة ، الحديث : 1 .