responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 259


غَيْبِهِ أَحَدًا ( ومعناها : لا يطلع ولا ينبي به ، وهو أقوى من « يطلع » لأنّ « يظهر » جاء من الظهور وهو المشاهدة ولتضمينه معنى « يطلع » عدّي بحرف « على » . ووقوع الفعل في حيّز النفي يفيد العموم ، وكذلك وقوع مفعوله وهو نكرة في حيّزه يفيد العموم .
واستثنى من هذا النفي من ارتضاه ليطلعه على بعض الغيب أي على غيب أراد الله إظهاره من الوحي فإنّه من غيب الله ، وكذلك ما أراد الله أن يؤيّد به رسوله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم من إخبار بما سيحدث أو اطلاع على ضمائر بعض الناس . فقوله « ارتضى » مستثنى من عموم « أحداً » والتقدير : إلاّ أحداً ارتضاه أي اختاره للاطّلاع على شيء من الغيب لحكمة أرادها الله تعالى .
والمراد بهذا الاطّلاع المحقّق المفيدُ علماً كعلم المشاهدة ، فلا تشمل الآية ما قد يحصل لبعض الصالحين من شرح الصدر بالرؤيا الصادقة » [1] .
من هنا ذكر القرآن الكريم عدداً من الموارد التي أخبر فيها الأنبياء وغيرهم عن المواد المستقبليّة .
قال تعالى : ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ) ( الروم : 2 - 4 ) .
اتّفقت كلمة المفسّرين على أنّ هذه الآيات نزلت في أعقاب الحرب التي دارت بين الروم والفرس ، وهما الدولتان اللتان كانتا تسيطران على العالم القديم ، وكانتا تتنازعان السيادة على بلاد الشام وغيرها ، حيث أخبرت عن أمر غيبيّ يقع في المستقبل القريب .
قال الزحيلي في تفسيره : « وهذا إخبار بالغيب عن أمر في المستقبل وأيّده



[1] التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور ، مصدر سابق : ج 29 ص 230 .

259

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست